سجون إندونيسيا رفاهية للأغنياء
كشفت حملة تفتيش مفاجئة لوحدة مكافحة مافيا القضاء بإندونيسيا على بعض السجون عن وجود أقسام خاصة للنزلاء الأثرياء توازي في تجهيزاتها أجنحة الفنادق الفاخرة.
فقد اكتشفت الوحدة في سجن "بوندوك بامبو" للنساء شرق العاصمة جاكرتا جناحا خاصا مجهزا بغرف "كاريوكي" وقسم للتدليك وغرف نوم وجلوس وغرف أطفال مؤثثة ومكيفة ومجهزة بشاشات تلفزيونية حديثة للنزيلة أرتاليتا سورياني التي أدينت قبل نحو عامين بتقديم نحو 660 ألف دولار رشوة لممثل الادعاء العام.
النزيلة أرتاليتا سورياني داخل سجنها
كما تبين من خلال التفتيش أن إدارة هذا السجن وفرت للنزيلة أرتاليتا المحكوم عليها بالسجن خمس سنوات، الأجواء لمتابعة أعمالها واستقبال ضيوفها وأحفادها, كما سمحت إدارة السجن لها بإدخال أجهزة تجميل ليزر.
مفاجأة
وفي تعليقه على هذه القضية أوضح تشاندران لستيونو رئيس قسم العلاقات في إدارة السجون التابع لوزارة القانون والحقوق أن ما تم اكتشافه شكل مفاجأة لإدارة السجون التي شكلت لجانا قانونية لمحاسبة كل المسؤولين عن هذه التجاوزات.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن هذه الحادثة ليست الأولى, كما أنه من المؤكد وجود حالات مشابهة لم يتم الكشف عنها بعد, وأكد أنه في الأصل لا تمييز بين السجناء, لكنه أقر بوجود معاملة خاصة في السجون لبعض من تثبت إدانتهم من رجال الدولة والمسؤولين.
وبين لستيونو أنه توفر لهؤلاء غرف خاصة داخل السجون من "باب اختلاف المعاملة وليس التمييز, نظرا لاختلاف مستوى التعليم, فالخلاف أيضا في طريقة التعامل معهم وتأهيلهم داخل السجون, فلا يمكن أن نساوى بينهم".
فساد ورشوة
من جانبه قال الناشط الحقوقي زين سميت إن اكتشاف السجون الفاخرة ليس جديدا في إندونيسيا, وهو موجود بسبب تفشي الفساد والرشوة في أجهزة الدولة, وهو خاضع لقانون السوق "العرض والطلب، فهناك طلب من السجناء الأثرياء وهناك فئة في إدارة السجون تحدد السعر".
وانتقد سميت الظروف القاسية التي يعيشها السجناء في إندونيسيا موضحا أن "الحكومة تعتبر السجن مؤسسة اجتماعية لتقويم سلوك المنحرفين, ولكن ما هو موجود في الواقع عبارة عن سجون من مخلفات الاستعمار الهولندي يعاني فيها النزلاء القسوة والشعور بالظلم".
عقد صفقات
أما الناشط الحقوقي سير باريونا فعبر عن صدمته الشديدة لحجم الفساد الذي تخفيه السجون، وقال في حديثه للجزيرة نت "إن الفساد في إدارة السجون وصل إلى درجة أبشع من أن نتصورها".
وأضاف "أن السجون تعتبر المكان الأنسب لعقد صفقات بيع المخدرات, ويشتبه في أن تجار المخدرات الكبار ينفذون تجارتهم من خلف القضبان, إضافة إلى الميسر فهو منتشر بكثرة داخل السجون".
وأعرب باريونا عن مخاوفه من أن يكون الكشف عن هذه القضية "هو فقط للتنفيس عن المواطنين كما يقوم بعض السياسيين باستثمارها لمصالحهم", مؤكدا أن نفوذ هؤلاء المجرمين أكبر من نفوذ سجانيهم.
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــول من الجزير نيت
المفضلات