أنين الألم..!
-------------------------------------------------------
إنها العبرة تلو العبرة..
إنها فرصة الجمود أمام ذاك الألم..
الألم الذي يخنق الأنفاس الطليقة خلف أسوار الأنين..
ويدك أركان القلب دكا..
يزفر منه الفؤاد عمق الألم..
بالفعل عجيبة هي الدنيا..
فيها تنهار صروح المودة بعد إن كانت كالجبال الراسيات..
وتتوارى خلف أفق الجفاء المطبق بعد إن كانت تتزين ببياض الثلج الصافي..
عجيبة هي الدنيا..
يقف فيها الإحساس عاجز عن أن يصوغ حتى الألم الذي تعالى حتى كان ذاك الأنين الذي رسمته الدنيا بفرشاة الوفاء والإخلاص..
لمَ تلك الحدود البراقة التي تحف الوجود بسراب النفاق..؟
أيجدي أن نبني جسورا زائفة بوسط نهر جارف..!
أم يحق الظلام اليأس تفرده بزمن الأمل المتواري.!
أيعقل أن تمر سحب الخير دون أن تنشر أطايب العبق..!
وهل يصح للنبع النقي أن يخرج غير صفاء الطهر ورونق المنظر..!
بالفعل عجيبة هي الدنيا.. أم يا ترى نحن الأعجب..!
هي الحياة سجال دائم.. تملكها يوما.. وتخسرها يوما..
وقد يحتار المرء في معالم نفسه.. ولا يكاد يتلمس لجام أمرها..
تارة نركن لأنين الألم برهة.. ونهوى عنفوان السعادة دهرا..
والأجمل أن تسعد بصدق بعيدا عن وهم الخيال..
فالقلوب ثمينة ويحق لها أن تعيش بصفاء..