حينما جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو له خلق زوجته فوقف على باب عمر ينتظر خروجه فسمع امرأة عمر تستطيل عليه بلسانها وتخاصمه وعمر ساكت لا يرد عليها فانصرف الرجل راجعاً وقال : إن كان هذا حال عمر مع شدته وصلابته وهو أمير المؤمنين فكيف حالي ؟ فخرج عمر فرآه مولياً عن بابه فناداه وقال ما حاجتك يا رجل فقال: يا أمير المؤمنين جئت أشكو إليك سوء خلق امرأتي واستطالتها على فسمعت زوجتك كذلك فرجعت وقلت: إذا كان حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي فقال: عمر يا أخي إني احتملتها لحقوق لها علي إنها طبَّاخة لطعامي خبَّازة لخبزي غسَّالة لثيابي مُرْضِعة لولدي وليس ذلك كله بواجب عليها ويسكن قلبي بها عن الحرام فأنا أحتملها لذلك. فقال الرجل: يا أمير المؤمنين وكذلك زوجتي قال عمر: فاحتملها يا أخي فإنما هي مدة يسيرة . النسائي : عشرة النساء 1/28.
حينما نسمع هذه الحكاية ونقول إن الرجل قد يبتلى بزوجة لا تحسن معاشرته, كما قد تبتلى المرأة بزوج لا يحسن معاشرتها , وكما يقول الشاعر:
والعيش ليس يطيب من * * *إلفين من غير اتفاق
ونضحك كذلك مع الشاعر القديم الشنفرى حينما سخر من زوجته وقال لها :
وإذا ما جئتِ ما أنهاك عنه * * * ولم أنكرْ عليك فطلقيني
فأنت البعل يومئذ فقومي * * * بسوطك لا أبا لك فاضربيني
المفضلات