بسم الله الرحمن الرحيم









أحيانًا أرى وألمحُ وأُطيل التعمق في لا منطقيتهم في التدبيـر والتسيير.. أجدُني للحظاتٍ

مُضطر أن أتبع ما يرسمونه في طريق المَسير.. أتذرع أحيانًا بالقَبول الذي ليس لي

منه مفرٌ غيره، ولو كان علـيَّ عَسير.. أنظر إلى عيونهم، تكاد عيوني تنطق ما هكذا يا

هؤلاء تورّد الإبل وما هكذا أرضى لقافلتي أن تـَسير.. وآذانهم إلى أفواههم فقط تنقلبُ

لا إلى هذياناتي التي تضحى حَجَرة عثرة تُعرقلُ عليهم المَسير..



أحيانًا تـُركل بعنفٍ.. وأحيانًا تـُحْمَل رأفةً وشفقةً.. وتـُحطّ في مَوضع آمنٍ بعيدٍ عن

خريطةٍ يتبعونها دون هَدْي مُستنير.. كثيرًا ما قفـَزْتُ وحَجَرتي من جديد إلى طريقهم

الذي يبدو لهم قويمًا مُحصنًا غير أسير.. أرمي بحمولِِ رُؤياي بعفويةٍ وصراحةٍ وصدقٍ

يُغلفُني، لا أعرف دونه أي سَبيل..
يُطوّقني انتماؤنا.. يُكبّلني حُسن الخُلـق.. يُوترني عنادهم الذي لم يُكسّره صخرٌ.. عدا

حجراتي الصُّغيرات التي ضجرت من عنادهم الكبير..

ها أنذا كـُلَّما تلفظتُ صَراحتي: إمَّا خسرتُهم.. إمَّا بعيدًا عنِّي حطُّوا الرِّحال.. إمَّا عَففتُ

نفسي عنهم.. إمَّا تقاطَعـَت سُبُلنا.. فقط لأن كـَلـِمنا ما تناغم.. وألحانهم العـِنديّة التي لم

يستسغها المنطق بعد.. قد طغت على الأصوات والنغمات والنوتات والسنفونيات..




تساؤلاتي

- ما مصير الصراحة التي صارت تبدو كطعنةٍ مُحددةٍ للصَّدر عن سابق إصرار وترصّد؟

- وما بال البشر لا يتناغمون إلا مع ألحانٍ يستسيغونها، ولا يُحاولون استساغة ألحان الغير؟

- ولم نشيح بالوجوه عن بعض، فقط لأننا سمعنا من بعضنا صراحةً صدرت بحسن نية؟