(( الخلل الأول ))




وقفت بجانبه وشاهدته منهمكاً بإلصاق صورة المناضل الكوبي إتشي جيفارا على زجاج سيارته الخلفي فسألته: هل تعرف هذا الشخص الذي تلصق صورته.......؟



فأجاب: لا



فقلت إذن لماذا تلصق صورته........؟



قال: الكثير من أصدقائي يفعلون ذلك



قلت : إذن أنت لا تعرفه



فهز رأسه بالنفي دون أن يلتفت لي



وضحت له قصة صاحب الصورة , فكانت استجابته بإبتسامة عديم التفكير وقال:



ممتاز أنك علمتني عشان أوضح لأسامة ورامي وعزوز معرفتي الشخصية به



ثم استدار بحماس وأكمل عمله بإلصاق الصورة........!






(( الخلل الثاني ))



في مسجد بعد صلاة المغرب جلس الشيخ الجليل يحاضر محاضرة خفيفة في قرية هادئة , وتطرق كيف أن الله عندما خلق آدم أمر الملائكة بالسجود له فأطاعوا إلا إبليس أبى واستكبر وعصى الله في أمر السجود



فقاطع الشيخ أحد الأعراب قائلا: أتقول يا شيخ أن إبليس لم يستجب رغم أن الكل أطاع......؟



فأجاب الشيخ : نعم , فرد الإعرابي بحماس يعلوه نظرة إعجاب: يعجبني صليب الراس (كناية عن العناد).......!



فتوقف الشيخ برهة وعلى شفتيه ابتسامة وشعر أن البعض مازال بحاجة للكثير......!








(( الخلل الثالث ))



جلس معلم المرحلة الثانوية على منصة في ساحة المدرسة محاضرا عن الوباء الذي أشغل العالم حاليا (انفلونزا الخنازير) وعن طرق الوقاية منه وأن علينا التقيد بآداب للنظافة أهمها استخدام المناديل عند العطاس أو السعال , وكان مدير المدرسة يجلس بجانبه منشرح الصدر لأن هناك من يقوم بتوجيه الطلاب ويرشدهم



وفجأة ودون سابق إنذار



شق حالة الكسل المحيطة بالمحاضرة صوت دوي عطسة المعلم المحاضر



دون منديل يرد رذاذها أو على الأقل شماغ يمنع انتشار ذراتها التي نال المدير منها نصيب الأسد.......!









(( الخلل الرابع ))



يقول أحدهم في ليلة مشؤومة سُرق منزلي بعد أن كُسر قفله وتمت سرقة ما خف حمله وغلا ثمنه فتحركت إلى قسم الشرطة للتبليغ وبعد كتابتي البلاغ بنفسي أخبروني بالعودة لمنزلي لأنتظر فرقة الكشف عن البصمات وأن لا أحرك شيئا في منزلي حتى وصولهم



طبعاً اللص ترك خلفه أدوات جريمته في إستخفاف غريب



وبعد انتظار دام أكثر من 6 ساعات وعندما كان مؤذن المسجد في طريقه لينادي لصلاة الفجر وصلت الفرقة وبدأت عملها في منزلي بشكل أثار شكي في قدرتهم على اكتشاف أي شيء وأثناء ذلك يجلس أحد أفراد الفرقة على أريكة في منزلي مسترخيا ويقول بكل بساطه



وسع صدرك حتى لو قبضوا على الحرامي كلها شهرين أوثلاثة بالحجز وبعدها يطلع



يقول صاحبنا متحسرا:عندها لولا خوفي من قلب الليلة على رأسي وزيادة همي لقمت بطرده من منزلي شر طرده



يا رجل أنا وين وانته وين......!








(( الخلل الخامس ))



في الإستراحة التفت الجميع نحو التلفاز مع اعلان بداية نشرة الأخبار المسائية



الكل متابع , تركيز شديد , لا تسمع سوى صوت ارتشاف أكواب الشاي بأيدي الحضور



المذيعة تتحدث عن أحوال العراق ثم تنتقل لأوضاع فلسطين وتعرج بعدها على البرنامج النووي الإيراني وتهديده للمنطقة



وبعد نهاية الأخبار,



بدأ الجمع يتحدثون عن جمال المذيعة وأن ابتسامتها تسلب الألباب



ثم بدأ نقاشهم المعتاد حول إمكانية وجود فتاة بجمالها للزواج منها بالمسيار , وتحول النقاش إلى تحدٍ حول من يستطيع أن يقدم على الزواج



حتى آخر الليل......!




(( خلل واقعي في مجتمعنا المحيط بنا )


..مما راااق لي..