السلام عليم و رحمة الله و براكته




مما لا شك فيه أن الحب من الصفات الجليلة..و الخصال الجميلة التي لا يمكن لأحد أن يمحوها أو أن ينكرها..فالمحبة مغروزة في الصدر..متأصلة في الطباع و لكن..يوم انتشرت الرذيلة و كثرت رايتها..و احتقرت الفضيلة و قل أنصارها تغيرت المفاهيم و انقلبت الموازين..حتى غدا الحق باطلا و الباطل حقا..
فأصبح ينادي للعهر و الفجور و الأمر المنكر بأقدس الأسماء (باسم الحب) ..و أنتشر بين الرعاع و العوام معنى أخر للحب غير المعنى الحقيقي الذي يحمل معاني الطهر و الصّدق و الوفاء .
و لكن العقلاء من الناس علموا أن هذا الا اختلاق من فعل الفساق..فلم ينخدعوا مثل غيرهم وراء الاعلام الهابط ,و أمام المد العارم من سيول الانحراف و الظلال و الغزو الفكري..فقام جملة من أهل العلم و الفضل بردّه و التصدي له.
هناك بعض الفضلاء قامو بانكار الحب بين الرجل و المرأة كلياّ و حصروه فيما بعد الزواج .
عذرا !!..القائلين بهذا القول ظاهر , وهو سد لذرائع و قفل باب الفتن أمام أهل الأهواء , و الا فان مما يختلف عليه عاقلان أن الحب هو شعور انساني ووجداني حاصل و واقع لا ينكره أحد..و هو أشهر من أن يستدل له.. و أقوى من أن يبرهن عليه..ان الحب الحقيقي هو الذي عماده الشرف و الطهر , فلا حرج على المرء أن يحب ما دام قلبه طاهرا و ضميره نقيا . و اذا قلنا المحبة فانني أقصد معناها المقدس و مفهومها الأشرف..المحبة التي هي ميل القلب الى المحبوب في غير معصية علام الغيوب !..