بتهــــــوفن

[العين الساهرة]

لودفيج فان بتهوفن الموسيقي الأصّم , ولد في مدينة "بون" سنة 1770 و انطفئت شمعة حياته بمدينة "فيّنا" سنة 1827 أي عاش سبعة و خمسين عاما .
تلقى المبادئ الأولى للموسيقى على يدّ جده و أبيه اللذان كان يحبان الفن و الفنانين حبّا جمّا , هاجرا من هولندا الى ألمانيا و عملا بها موسقيين .
فتح بتهوفن عينيه على الموسيقى و شحذت أذنيه الرهفتين على اللحن الجميل و النغمة العذبة , و لما بلغ من العمر ست سنوات سافر به والده الى مدينة "كولونيا" ليعزف على الكمان و البيانو في قصر الملك , و كم كانت دهشة الامراء و الوزاراء و العلاماء الحاضرين , و هناك قابل أستاذ للموسيقى فقرّبه منه و مرّنه على ألحان الموسيقين الذين خلّفوا أثار فنية عظيمة أمثال "باخ" و "موزار" .
كوّن أوركسترا و هو في الثالثة عشر ربيعا لأقدم موشحات دينية و قطعا ل"موزار" ! .
أصيب بتهوفن بعاهة في أذنه على شكل ألام حادة , لم يستطع الفحص الطبي أن يسعفه و ينقذه من الصّمم و ظل الألم يلازمه مثل ظله منذ عام 1798 , كانت قوته تكمن في ثقته بنفسه و عزيمته و استطاع أن يتحدى هذا العدوّ الخطير الذي غزا أذنه , و أصبح من أكبر المؤلفين و الملحنين و العازفين . و من هذه الفترة التي تمتد بين 1795 الى 1815 تحدى هذا الموسيقار العظيم الصّمم و الألم و ألف أكثر أعماله , منها اثنتان و ثلاثون قطعة بالبيانو و عشرة بالكمان , و غيرها لا يحصى و لا يعد - منها قطع موسيقية غنائية مثل "الحبيبة البعيدة جدا" و "على جبل الزيتون" و "تحية الى رجل عظيم" و هنا كان يقصد "نابليون بونابرت" , لكنه مزقها و أعاد تسميتها الى "السنفونية البطولية" و ذالك لما علم أن "نابوليون" استغل انتصارته لينصب نفسه امبراطورا ! لأنه خاف أن تكبر طموحاته و تزداد الى حدّ الذي يجعله يقضي على حقوق الانسان , و هو الذي كان منذ طفولته الأولى يحب الخير , و يدعو الى المحبة و التأخي بين البشر , رغم المرض الذي عزله عنهم زمنا طويلا .