bsm





كانت "صوفي" طفلة صغيرة حين سألت والدها عن عقل البنات هل يمكنه أن يستوعب ما في العلوم من نظريات ؟, لم يندهش الوالد من سؤال ابنته , و في اليوم الموالي فاجأها بمجموعة كبيرة من الكتب العلمية و رياضية و قال لها : أعلم أن عقلك سيستوعب هذه الكتب الصعبة .
..1789 كانت قد بلغت الثالثة عشر من عمرها , و استطاعت أن تقرأ الكثير من العلوم الرياضية المتطورة , لكنها كانت شديدة الحزن ! فلا يوجد في باريس التي ولدت بها مدرسة توافق على استقبال البنات لدراسة العلوم .
قررت "صوفي" أن تلتحق بهذه المدرسة مهما كان الثمن , فلبست ملابس الفتيان و قصت شعرها لتكون أشبه بالأولاد , و انتحلت اسما مذكرا "لوبلان" , و سرعان ما ذاع صيت هذا الشاب في المدرسة...بل وقف ذات يوم يحل مسألة لم يتمكن أستاذ الرياضة البحثة من حلها , بعد انتهاء المحاضرة طلب المدرس أن يلتقي بهذا الطالب النابغة , ليسأله كيف تمكن من حل هذه المسألة الصعبة , فكشفت "صوفي " عن هوّيتها فزادت دهشة الاستاذ و هو يسأل نفسه , كيف لهذا الرأس الصغير ..يستطيع أن يفكر مثل الرجال , و بعد انهاء الدراسة دعا الأستاذ جميع الطلبة ليعلن لهم نتيجة التفوّق و أخبرهم أن الأول على الدفعة هي طالبة النابغة "صوفي جيرمان" , فوقف الجميع مندهشا و مذهولا .
بعدها كرست حياتها متعمقة أكثر في المسائل العلمية المعقدة , فأكتشفت أنه لا يوجد شيئ ثابت في الحياة عن طريق نظرية أسمتها"البديل المرن" شرحت فيه أن المربع..قد لا يكون مربعا بالكامل , و المثلث..من أدراك أنه مثلث , و المستطيل..هل هو بالفعل مستطيل ثابت الابعاد ؟
فانتشرت النظرية الرياضية و سط محافل العلمية , خاصة علماء الرياضة المهتمين بالهندسة المعمارية .
و رغم ذالك عانت "صوفي" الكثير لكونها فتاة , و بفضلها فتح الباب كي تدخل نساء كثيرات الى المعامل , و منهن "ماري كوري" و "العالمة المصرية"سميرة موسى" .
و عندما قرر المهندس الشهير "ايفل" أن يصمم الجسور و الابراج مثل "برج ايفل" و جسر "أبو العلا" في القاهرة , استخدم نظرية "البديل المرن"فجاءت تصاممه فريدة ليس لها بديل .
و انتقلت "صوفي" الى العالم الأخر عام 1831 بعد أن فتحت للعالم أفاق جديدة , لم يسبقها اليها أحد .