بسم الله الرحمن الرحيم
ــــ كان أسقف نجران و خطيب العرب و حكيمها , يدعوا إلى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة , و قد قصد يوما سوق عكاظ فأعتلى جملا و أنشأ خطبته الشهيرة و يقول :
أيها الناس اسمعوا و عوا , من عاش مات , و من مات فات , و كل ما هو آت آت , ليل داج, و نهار ساج , و سماء ذات أبراج , و نجوم تزهر , و بحار تزخر , و جبال مرساة , و أرض مدحات , و أنهار مجراة , إنّ في السماء لخبرا , و إنّ في الأرض لعبرا , ما بال الناس يذهبون و لا يرجعون ؟ أرضوا فأقاموا ؟ أم تُركوا فناموا ؟ يا معشر أياد , أين الآباء و الأجداد , و أين الفراعنة الشداد ؟ ألم يكونوا أكثر منكم مالا ؟ و أطول آجالا ؟ طحنهم الدهر بكلكله , و مزقهم بتطاوله .
لـــما رأيــت مــواردا
للموت ليس لها مصادر
و رأيــت قــومي نحوها
يسعى الأصاغر و الأكابر
لا يــرجــع المــــاضي إليّ
و لا مــــن البــــــاقين غابر
أيــقنت أنــــي لا محــــــالة
حيث صار القوم صائر
و من حكمه
من عيّرك شيئا ففيه مثله , و من ظلمك وجد من يظلمه , و إذا نهيت عن شيئ فأبدأ بنفسك , و كن عفّ العيلة (الفقر) مشترك الغنى , لا تشاور مشغولا و إن كان حازما , و لا جائعا و إن كان فهما , و لا مذعورا و إن كان ناصحا .
المفضلات